تخطى إلى المحتوى

يجب أن لا يتخلف أحد … عن الركب

    “يجب أن لا يتخلف أحد … عن الركب ”
    شعار رفعته الأمم المتحدة من أجل إنهاء العنف والتمييز كأحد المبادئ الأساسية لتحقيق التنمية الخضراء والمستدامة في كافة المجالات لمواجهة التغيرات المناخية .و لكن تظل الأقليات الجنسية كمجموعات مهمشة ليس لديها تمثيل حقيقي فيما يتعلق بالتدابير ، و إجراءات الحماية والتمكين من أجل مواجهة التغيرات المناخية ، و التكيف معها تلك الاوضاع تضع حياة الاقليات الجنسية على المحك في ظل التغيرات المناخية ، حيث كانت ازمة تفشي وباء كوفيد 19 كاشفة عن هشاشة الانظمة ، في العديد من المجالات على مستوى الصحة ، والعمل ، والتعليم ، والسكن ، تلك الهشاشة التي دفعت خلالها الأقليات الجنسية ثمناً باهظاً و كانت مؤشراً باعث للقلق على مستوى ضمان تمكين الأقليات الجنسية ، من الحق في الحياة على مستوى العالم خاصة في ظل التغيرات المناخية وتداعياتها .

    خطاب الكراهية والاقصاء :
    كلما كانت الأزمات الإجتماعية أو الكوارث الطبيعية شديدة التأثير ، تبقي حياة الأقليات بشكل عام على المحك . بإعتبارهم فئات مهمشة غير ممثلة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وكذلك السياسي وتصبح الأزمة مضاعفة عند الحديث عن الأقليات الجنسية .
    حيث أشار تقرير ” برنامج الحق والمساواة في المواطنة ” الصادر عن الاتحاد الاوروبي ، إلي أن السنوات الأخيرة شهدت صعود اليمين المعادي للأقليات الجنسية ، و ارتفعت وتيرة الخطاب السياسي والعام الذي يحض على ” الكراهية والعنف ” من قبل قيادات سياسية و دينية ضد العابرين / وعابرات جنسيا وكذلك المثليين والمثليات .

    حيث شهدت 12 دولة في أوروبا ، وآسيا الوسطى و في العديد من البلدان على مستوى العالم استغلال لأزمة” كوفيد 19 ” من اجل رفع وتيرة الكراهية والاقصاء للأقليات الجنسية في المجال العام .
    حيث أشارت خطابات القادة إلي ، أن العابرين / والعابرات وكذلك المثليين والمثليات ، هم السبب المباشر في جائحة كوفيد 19 وانتشارها .في بلغاريا نشرت أخبار متعلقة بتصريحات الرئيس التركي أردوغان، الي إلقاء اللوم على مجتمع الميم في انتشار وتفشي الجائحة ، الوضع الذي حمل موجة من التأييد من قبل العديد من الاشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي لخطاب اردوغان ، و بعد انتهاء الإغلاق ارتفعت وتيرة العنف في الشارع البلغاري .
    و في اوغندا بعد إعلان السلطات قرار إغلاق المرافق العامة قامت الشرطة وبعض من المواطنين بإحتجاز أفراد من مجتمع الميم / عين في ملاجئ و منازل خاصة ، و التعدي عليهم بالضرب والطرد ، وإلقاء القبض على أعداد منهم حيث تم اتهامهم بالقيام بأعمال من المرجح ان تنشر الجائحة .

    كما أكدت الأمم المتحدة في تقريرها ” العنف والتمييز القائمين على الميل الجنسي والهوية الجندرية ” ، أن الإغلاق أدي الي إرتفاع وتيرة العنف و الإساءة من قبل الشرطة في آسيا أثناء عمليات التفتيش أو الاعتقال بشكل انتقائي . حيث أجبرت نساء مغايرات الجنس علي تصوير مقاطع فيديو ” يصرخن فيه مطالبات أن يكن رجال ” ، كما أجبر الرجال أيضا علي تصوير مقاطع فيديو ” يقبل فيها بعضهم البعض و قيامهم بالرقص ” و تم بثها علي وسائل التواصل الاجتماعي .

    كما ارتفعت أشكال التجريم السلوكي لمجتمع الميم / عين في أغلب بلدان العالم أثناء الإغلاق ،حيث تعرضوا الى العنف في مجال العام و الاحتجاز من قبل الشرطة واتهامهم ب إتهامات غير قانونية مثل ، ” وضع المكياج او ارتداء ملابس نسائية أو ملابس تخص الرجال ” بالرغم من أن القوانين المحلية لا تجرم وضع مساحيق التجميل أو تحدد نوعا من ارتداء الملابس على حسب الهوية الجندرية.