تخطى إلى المحتوى

التغيرات المناخية والنساء “رؤية سوسيو-جندرية”

    إلى الآن في عالمنا الثالث عموماً ومصر خصوصاً نفتقد إلى: دراسة التغيرات المناخية من منظور اجتماعي؛ أي فِهم التغيرات في البُنَى الاجتماعية وربطها بالتغيرات المناخية من جهة أخرى، وموصولة كذلك بالأساس الاقتصادي والانحياز الطبقي الذى يتخلل ويتماهى مع البنية الاجتماعية.

    كنا بدأنا نرصد ذلك ليس من خلال التغيرات المناخية، بل من خلال الدور الأساسي الذى تلعبه الأمراض والأوبئة عبر التاريخ (وهي جزء من النسق الطبيعي) في خلخلة البُنَى الاجتماعية، وحتى انهيار إمبراطوريات ودول، واندثار مدن وقرى بالكامل، كما حدث في الوباء الأسود مثلاً (الطاعون في القرن الرابع عشر) الذى اجتاح منطقة حوض المتوسط والشرق الأوسط في العصور الوسطى.

    بل يمكن أن نبدأ دراسة التحولات الاجتماعية مع تغير المناخ تاريخياً، كما حدث في مصر القديمة، عندما انهارت الدولة القديمة، ودخلت مصر في عصور الفوضى (عصر الاضمحلال الأول) وقد أثبتتْ الحفريات، ومن خلال علم تاريخ المناخ القديم والبيئة القديمة، حدوث تغيرات مناخية في تلك الحقبة (عصر البرونز الأخير 1600 أو 1550ق.م– 1200 ق.م) والذي مهّد للتحول إلى: عصر الحديد المبكر ( 1200- 1000ق.م).

    هذه التحولات المناخية القديمة كان لها أثر سيئ؛ بسبب الجفاف الذى حل في منطقة الشرق الأدنى القديم في هذه الحقبة، وأدى إلى تدهور الزراعة، ومن ثم حدوث المجاعات، والتوترات الاجتماعية المصاحبة للأزمات الاقتصادية في هذه الظروف.

    أما في عصرنا الراهن ونحن على أعتاب عقد جديد من الألفية الثانية، يمكن، بلا شك، أن تكون التغيرات المناخية عاملاً أساسياً في خلخلة البناء الاجتماعي، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية مما يؤدى إلى حدوث اضطرابات وفوضى لا تنتهى.للتحميل او الاطلاع على الورقة من الرابط التالي https://www.colorfulworld.info/wp-content/uploads/2022/04/Arabic-Paper.pdf