تخطى إلى المحتوى

كتب يحيى الزنداني “الهجرة ليست الملاذ الآمن للكوير”

    المهاجر الكويري.
    يصادف يوم الـ ١٨ من ديسمبر اليوم الدولي للمهاجرين وتعرف الأمم المتحدة المهاجر على أنه ”شخص أقام في دولة أجنبية لأكثر من سنة بغض النظر عن الأسباب سواء كانت طوعية أو كراهية، وبغض النظر عن الوسيلة المستخدمة للهجرة سواء كانت نظامية أو غير نظامية“.

    يشمل اليوم الاحتفاء بالمهاجرين والاشاده بقدرتهم على تنمية البلاد التي قرروا الاستقرار فيها والعمل ولكن تظهر الفروقات واضحة بين من قام بالخروج من بلده كهارب من الصعاب ، وخطر الموت والذي غالبا ما يتم تقييمه تحت تصنيف لاجئ لمدة غير محددة وبعد ذلك يعطى حق الإقامة الدائمة وأحيانا يتبعها إعطائه صلاحية طلب استصدار جواز في بعض الدول .

    مهاجر وكوير ؟ هل سمعت بهكذا رابط من قبل ؟ ما يجدر التنبيه له أن مصطلح كوير يضم كافة أفراد مجتمع الميم / عين ، و هو يشكل مظلة واسعة من الأطياف التي يصعب تحديدها بمجرد النظر ولكن عدد لا يستهان به من أفراد مجتمع الميم يقررون الهجرة رغبة في حياة أفضل وأكثر استقرار مادي أيضا بعيدا عن التحديات التي يواجهونها ببلدانهم سواء مع السلطات أو المجتمع والاسرة .

    ظاهرة الهجرة لأسباب اقتصادية تكثر في دول الحروب والدول الفقيرة ” النامية ” من دول العالم الثالث ولكن دائما ما يتم تهميش شريحة مجتمع الميم / عين في هكذا احصائيات لدراسة الظاهرة لأسباب منها عدم الاعتراف بوجود المجتمعات الكويريه ؛ صحيح أن أسباب الهجرة تكون جماعية ولكن حالات مجتمع الميم / عين غالبا ما تكون فرديه ويشملها ايضا الظروف الصعبة التي يعاني منها المجتمع المحلي الذي يأتون منه ككل .

    هل تخيلت قبل ذلك أن تكون مرفوض من اهلك ومهدد بالقتل من مجتمعك والجهات المتطرفة به ومستهدف ومجرم من قبل حكومتك وتقرر أن تخرج من هكذا قوقعة قمعية حالماً بمستقبل أفضل فتجد المكان الوحيد الذي يقبل بوجودك وعملك بسبب ضعف مواردك و نظام دولتك التعليمي الرديء، هو دولة أخرى تجرمك أيضا لكنها تستقطب العمالة الأجنبية لقبولها بمرتباتهم البخسة وظروف العمل الاستعبادية في غالب الأحيان .

    يلجأ عدد لا بأس به من أفراد مجتمع الميم للعمل في دول الخليج بحثا عن اي فرصه متاحه للعيش لإرتفاع نسبة البطالة في بلدانهم وتضاعف الهجمات عليهم في مناطقهم ليتحملوا الأجر المتدني والسكن الغير آدمي والمعاملة العنصرية وصولاً إلى الإستعباد في ساعات العمل ، وفوق ذلك يواجهون داخل أعمالهم التي تعتبر مقننة ؛ التحرشات والإجبار علي العمل بالجنس التجاري والاتجار بهم ، غير قادرين على الإفصاح حتى لا يخسروا عملهم ويتم ترحيلهم وخوفا من السجن حيث في هكذا سيناريوهات يتحول الضحية لجاني .

    يعمل أفراد مجتمع الميم/ عين في أماكن عمل كمراكز المساج وفي البناء والمحلات التجارية ، لأسباب عديدة ليست دائما متعلقة بمستواهم التعليمي ولكن أكثر بفرص العمل المتوفرة ويتم إستغلالهم على الرغم من أنهم يشكلون جزء كبير من القوى العمالية التي لا يمكن الإستغناء عنها .

    تربط الهجرة للسامع بالرغبة في الإستقرار المادي وتحسين فرص العيش وحتى عند الحديث عن عيوبها يتمحور الحديث عن صعوبة الإندماج بإختلاف اللغة ، الثقافة .. الخ ولا يتضمن ذلك المهاجر الكوير الذي يعاني من الوصم المضاعف أينما حل وصعوبه الإندماج وعدم شمله في البرامج التأهيلية وفي حال حدث ذلك يكون مع نفس المجتمعات التي هرب منها .

    إن مخاطر الهجره الغير نظاميه تتضاعف علي الاقليات الجنسيه والنساء وتكون مؤذية لحيواتهم بسبب إستغلالهم من المهربين أو الكراهية التي يواجهونها في الرحله مع من يهاجرون معهم ، يتعرض المهاجر الكويري للسرقه والإبتزاز ،الإغتصاب بالتهديد تحت السلاح والقتل ما إذا تم إكتشاف هويته / ميوله في هكذا رحلات.

    غياب الدراسات والسياسات التشريعية التي تشمل المهاجر الكويري ، تعمل كعائق لحياته حتى بعد وصوله للبلدان التي تعتبر آمنة وتضمينها له في أوساطها ، مما يسبب في عزل الأفراد وعدم قدرتهم على العيش والإندماج مع المجتمعات التي يعيشون بها مما يدعونا للتذكير أن وصف مهاجر يتضمن أقليات يجب الإعتراف بها وبحقوقها للتعامل معها بشكل خاص يضمن حصولها على حقوقها الأساسية كبقية المهاجرين.