تخطى إلى المحتوى

جدار العزلة والإقصاء لم يتحطم بعد، انا ست وفخورة … اني ست مهما جار عليا الزمن والناس .

    انا ست وفخورة … اني ست مهما جار عليا الزمن والناس .
    التنمر كلمة قليلة ممكن أوصف بيها حياتي كلها خاصة لما قررت اني أعيش زي أي بنت خلصت تعليمها في الجامعة وقررت تشتغل ، انا كنت مدرسة ، كل يوم كان ب يمر عليا في الشغل ، عبارة عن محاولة ل موتي ، علشان شكلي المختلف .
    كعابرة جنسيا كنت في الفترة دي بلبس زي اي شاب علشان كان صعب أخرج ك ست في مجتمع ريفي ، مدير المدرسة ، كان ب يتعامل معايا “وكأنه له تار عندي” ، كان ب يبذل مجهود غير عادي ، علشان يلاقي فرصة يعاقبني بأي طريقة ، وصلت انه يحولني للتحقيق .
    علشان السبورة مش منظمة مثلا ، او علشان حصة احتياطي ما حضرتهاش ، و بعدها يحولني للتحقيق ، انا نسيت العدد من كتر ما اتحولت للتحقيق .
    الزملاء الرجالة كانوا جزء منهم ب يرفض يتعامل معايا ، وجزء تاني كان ب يتحرش بيا ، لكن قدام الناس هو الراجل الطيب اللي ب يصلي اللي يعرف ربنا ،و الزميلات بقي كانوا ب يتنمروا ويستهذئوا بيا.
    بالنسبة لأولياء الأمور كان ب يتم تحريضهم ضدي ، أو إنهم يقدموا شكاوى ،و يرفضوا فيها اني أعلم أولادهم.
    بعد كده لما بدأت رحلة العبور وزيارات الدكاترة اللي عدد كبير منهم كان بيطردني ، واتهامات بالجنون والكفر منهم .
    أخيرا مدير المدرسة كان ب بيرفض الاجازة ، ف طبعا ماكنتش بروح الشغل، وعملي فصل ، وما بلغنيش بالفصل ده غير بعد خمس سنوات من تاريخه .
    اشتغلت في مصنع حلويات بدأت ك عاملة نظافة و انتهي بيا الشغل اني بقيت مديرة المصنع و باقي الفروع ، وفي يوم واحد من الزملاء شاف صفحتي على الفيس بوك .
    وبدأت رحلة الكراهية والعنف ضدي من الكل ، من اول ” يا واد يا بنت ” ، للشتيمة والضرب ، والتحرش ، وانتهت ب فصلي عن العمل .
    روحت اشتغلت في مصنع تاني ، صاحب المصنع قالها صريحة ” عاوز تشتغل الشغل عندي انك تنام معايا وانا هابسطك قوى في السرير ” .
    اهلي كانوا رافضين وجودي ، وخاصة امي اللي كانت بتتهمني اتهامات أخلاقية ، ابويا هو الوحيد اللي كان بيدافع عني من غير ما يفهم ولا يعرف حالتي ، هو كان بيدافع عني بحب واخلاص .
    بعد موت ابويا … خالي و أمي ، ومعاهم جزء من الجيران وشيخ الجامع طردوني من البلد كلها .
    بعد ما بقا معايا بطاقة و قولت خلاص مشاكلي اتحلت ومعايا ورق رسمي يقول اني ست ، دورت علي شغل كتير ، وكل مرة كان بيتم رفضي ، علشان شكلي مش باين عليه انه ست قوى من وجهة نظرهم.
    دلوقتي و علشان اعرف أعيش ، واقفة ب عربية ببيع غزل البنات للأطفال في الشارع ، شغلانة مكسبها يجيب عيش حاف مش اكتر من كده، وانا راضية ، لكن المجتمع مش راضي .
    الناس في السوق ب تتنمر عليا وتقولي يا ” كوريا ” واللي يحرض الناس ما تقربش مني .
    بس عاوزة أقول حاجة ودايما بقولها انا فخورة اني ست .